jeudi 19 mars 2009

الكتابة في مملكة المقدسات


بينما كنت منزويا في ركن البيت العلوي المعزول وجالسا على كرسي ثابت أمام لوحة المفاتيح المتحركة التي تبعث الروح في الشاشة , والستائر تمنع انبعاث الضوء مما يوحي بكئابة المكان و سرعة مرور الزمن تبادرت إلى دهني فكرة الكتابة كحلم راودني لممارستها دون أن يكون لها فضل علي حيث ظللت أكتب بصورة متقطعة دون أن يقرأ أحد كلماتي وكنت الوحيد الذي يعاود قراءتها حتى أصاب بالملل فأتخلى عنها مرغما وبلا رجعة,هكذا كنت وبنوع من الإستعلاء أعير نفسي لقب الكاتب بلا مؤلفات والشاعر بلا قصائد لكني اليوم توقفت عن إرضاء أنانيتي وجردت نفسي من كل الألقاب ... هكذا عادت لي حرية التفكير بلا قيود عادت لي ثقتي في نفسي مع إمكانية الخوض في الممنوع بلا خوف أو شك أو تملص غدوت قادرا على مقارعة أفكاري دون الإكثرات بالخطوط الحمراء التي تؤثث القوانين تحت ذريعة إهانة المقدسات... عندما تكون للكاتب ضوابط خارج النص والتفكير وتكون قواعد الكتابة محكومة بهواجس الآخر وردة فعل الآخر والخوف من الآخر ستصبح حينداك مولودة بالتبني أو موؤدة كما يحلو لي تسميتها وحينئذ يكون الفكر مجسم بلا روح والكلمات خطوط بلا معنى , وحيث توجد موانع ولاءات فثمة فكر انتقائي سريالي نخبوي بلا قيمة لا يصلح أن يكون موضوعا للكتابة , لدلك أرفض أن أكون كاتبا أزايد على أفكاري فإما أكون متحررا أو لا أكون , لدلك فان ما تخطه يداي أحاول أن يكون مجرد مذكرات للذكرى والاستئناس , حتى لا تأخدني المعرفة إلى عالم يحولني إلى نكرة